الريح العقيم (الجزء الثامن عشر)
الريح العقيم
رواية
محمد حمودة زلوم
الجزء الثامن عشر
كان المهندس عبدالفتاح يهم لترك موقع العمل، ليذهب إلى حيث يعمل المهندس فارس ليرى كيف تسير الأمور ولما التقى بالمهندس فارس بادره بالسؤال:
-كيف العمل يسير؟
-على أحسن وجه
-حفرنا الأساسات كما ترى، ومعلم الطوبار يعد الحديد
كان المهندس عبدالفتاح يدقق في كل شيء، ولم يجد ما يدعو إلى الشك، وقد حدثته نفسه أن المهندس فارس جاداً في عمله في تلك الأثناء وصل جابر ولما رآهما قال:
-الله يعطيكم العافية... كيف تجري الأمور؟؟
قال المهندس فارس بثقة:
-كما تريد يا معلم
قال المهندس عبدالفتاح:
-الأمور تسير بشكل جيد والمهندس فارس دقيق في عمله والأمور جيدة
قال جابر مخاطباً المهندس فارس:
-هل تحتاج إلى شيء؟
-حالياً لا شيء، ولكن بعد غدٍ إذا احتاج المشروع لشيء اخبرتك
-عال العال
******
استلم خيري ما قُدر له من نقود من حكومة الكويت، كان مبلغاً ضخماً يزيد على المائة ألف بقليل، ولما عاد إلى البيت كانت ميرفت بانتظاره فقال لها:
-خمني كم طلع لنا من تعويضات الكويت؟
قالت بشوق:
-قل أنت!!
-إن المبلغ يزيد عن المائة ألف دينار
-إذن قبل أن تبعثر النقود، نريد أن نبني بيتاً مريحاً جميلاً، والحمد لله الأرض موجودة.
قال خيري:
-خير تقولين سأبحث عن مقاول وأعهد إليه بالبناء
قالت ميرفت:
-المقاول موجود، لقد زرت صديقة لي من أيام الدراسة، إن بيتها يجنن ويُطير العقل، وحتى تصدق نذهب معاً، ونُريك البيت دون عِلم أهله
-وأين يوجد؟!
-في ضاحية مكة
-إذن بعد أن نتناول الطعام وآخذ قسط من الراحة أكون تحت أمرك يا سيدتي الجميلة
-كما تشاء، فإنك تعبت اليوم كثيراً
قبل الغروب كان خيري وميرفت يقفان أمام منزل الدكتور طلال في ضاحية مكة، هاله ما رأى، من جمال الفيلا وقال:
-فيلا رائعة
-إذا أردت أن تتفرج أكثر... استأذنت من صديقتي
-هكذا لا
-يا رجل إن صديقتي لا تمانع، بل رحبت بالأمر
تردد خيري... وبين تردد الزوج... ضغطت ميرفت على الجرس، فجاء صوت نادية:
-من على الباب؟
-أنا ميرفت
-أهلاً وسهلاً
-معي خيري زوجي
-أهلاً وسهلاً بكما
أقبلت نادية مرحبة فقالت ميرفت:
-أحببت أن يرى زوجي الفيلا، فقد جاء ليرى بيتكم ولكثرة ما قلت له عن جماله قال سألقي نظرة إليه من الشارع ولكثرة إلحاحي وافق
كان خيري يبتسم ابتسامة خفيفة، فقال:
-آسفين للإزعاج
-لا أبداً البيت بيتكم
-يسلم البيت واصحابه
-تفضلوا
سارت نادية ومن خلفها يسير خيري وميرفت، كانت ميرفت تقول لزوجها بإعجاب:
-أرأيت ما أجمل الفيلا، حديقة جميلة تحيط بالبيت فيها أنواع كثيرة من الأشجار الجميلة ما رأيك؟!
-سأذهب إلى المتعهد الذي بناها وأفاوضه على بناء بيت مثل هذا
قالت نادية وهي تناول ميرفت كارت جابر:
-هذا الكارت لزوجك وإن شاء الله لا يصير إلا الخير
تعليقات
إرسال تعليق