الريح العقيم (الجزء الثالث والعشرون )
الريح العقيم
رواية
محمد حمودة زلوم
الجزء الثالث والعشرون
عاد خيري زوج ميرفت من العقبة، ولما سأل زوجته عن أمر البناء، قالت له:
-لا أعرف، وها أنت جئت، إما أن تتصل به، أو تذهب إليه لتعرف ماذا وأين وصل البناء
قال خيري:
-فعلاً ليس الخبر كالعيان
كان جابر في مكتبه عندما دخل عليه خيري، فما أن رأه جابر حتى وقف مرحباً:
-أهلاً بك
-أين هذه الغيبة؟
-لقد كنت في مأمورية مع الشركة
-يا سيدي الحمد لله على السلامة
-هل بدأت العمل في الفيلا؟
قال جابر:
-بدأنا بحفر الأساسات. وإقامتها، أعددنا الحجارة، وكل ما يلزم البناء من اسمنت، وحديد، وطوب، وفي غدٍ إن شاء الله يبدأ العمل ولا يهمك فالأمور تسير وفق الخطة
-على بركة الله
قال جابر:
-ما رأيك لو ذهبنا إلى أرضك لترى بعينك ما تم إنجازه
-يسعدني ذلك
أخرج الرجل من جيبه مظروف وقال وهو يقدمه لجابر:
-تفضل هذه عشرة آلاف دينار حسب اتفاقنا
قال جابر:
-عال العال
ثم أخرج دفتر الوصولات وكتب فيه المبلغ والتاريخ وهو يقول:
-شكراً لك
قال خيري:
-هذه الآلاف العشرة كانت ربحي في البورصة
قال جابر مندهشاً:
-أتتعامل بالبورصة؟
-نعم وضعت بها ثلاثين ألفاً وفي خلال شهرين ربحت عشرة آلاف هذه التي أعطيتك إياها
-يا أخي يقولون لي إنها شركات نصب واحتيال
-لو كانت شركات نصب واحتيال، لما تركتها الحكومة تعمل. على كل حال سأخبرك بقصة حدثت مع صديق لي، عندما سمع أن زوجته وضعت في البورصة عشرين ألف دينار غضب غضباً شديداً مما فعلته زوجته، فطلب منها أن تُعيد المبلغ مهما كلف الأمر، فلما ذهبت إلى الشركة استقبلها المسؤول وقال لها كما تريدين، المهم تكوني راضية، ناولها العشرين ألفاً ثم قال لها انتظري إن إن لك في ذمتنا أرباح تعود لك وهي عشرة آلاف، وعد النقود وناولها إياها بأريحية، وعندما أخذت المبلغ وخرجت، اتصلت بزوجها، وأخبرته بما جرى، فرح فرحاً شديداً، وقال لزوجته أرى أن تعودي إلى شركة البورصة، وتضعي الثلاثين ألفًاً حتى تزداد أرباحنا، ونحقق أحلامنا، وبالفعل عادت الزوجة ووضعت الثلاثين ألفاً في البورصة.
ثم قال جابر:
-أخشى أن يكون ذلك طعماً
قال خيري:
-لو لم أكن متأكداً من صدقهم لما تعاملت معهم
ابتسم جابر ابتسامة حائرة وقال:
-أمور لا تصدق، فعلاً إنها كالخيال، ،لكنها واقع ملموس ولهذا أقبل عليها المواطنون إقبالاً شديداً
-إن كانت عندك سيولة فبادر وأنت حر
اطرق جابر مفكراً فيما عرض خيري فلاحظ خيري شروده.
-يا رجل أنت شارك بمبلغ عشرين ألفاً إن كان معك ، وجرب، وثق إنك لن تندم وستدعو لي بالخير
قال جابر:
-قولك صائب سأشارك بدفع مبلغ خمسين ألفاً
-وثق بأنها ستكون بعد شهرين مائة ألف وسأذهب معك إلى الشركة التي أتعامل معها وفي أي وقت شئت
قال جابر:
-بعد غدٍ أجهز المبلغ ونذهب معاً
قال جابر:
-تفضل لنذهب لنرى ما تم إنجازه من البناء
-هيا
حينما رأى خيري مكان البناء عرف أن جابرا كان صادقاً فالآليات موجودة والأساسات واقفة، وآثار المياه ظاهرة على صبة الأساسات، فاطمأن وقال لجابر:
-ومتى نسكن في الفيلا؟
-بعد ستة أشهر فقط، طالما أن كل شيء جاهز، سيكون العمل مستمراً، المهم أن تكون راضياً
-بارك الله فيك
يتبع .......
تعليقات
إرسال تعليق