الريح العقيم (الجزء الخامس والعشرون )
الريح العقيم
رواية
محمد حمودة زلوم
الجزء الخامس والعشرون
بدأ العمل على قدم وساق في فيلا خيري زوج ميرفت وخلال ثلاثة أشهر كان البناء قائمًا، لذا بدأ عمال الكهرباء والتمديدات الصحية يؤسسون لخطوط المياه والكهرباء وبدأ النجارون يُركبون براويز الأبواب ليبدأ عمال القصارة بالعمل.
عرف خيري أن العمال ينتهون من عملهم الساعة الخامسة مساء فلهذا كان في الساعة السادسة يصطحب زوجته ميرفت إلى بيتهم، ليروا ما تم عمله.
لم يكن في الموقع سوى الحارس الذي كان يجلس خلف جدار من الطوب يشرب الشاي، فما كاد يراهما حتى هب واقفاً.
-أهلاً وسهلاً
قال خيري أسعد:
-أهلاً بك
-كيف العمل يسير؟
-على أكمل وجه
-هل جاء السيد جابر اليوم إلى هنا؟
قال الحارس:
-المعلم جابر على الرغم من أن يعملون معه معلمون ماهرون، إلا أنه لا يغادر المكان حتى يطمئن إلى جدية العمل.
-ومتى غادروا؟!
-قبل حوالي ساعة
ثم ذهب إلى الجدار حيث إبريق الشاي في صينية مع كأسين
قآل خيري:
-لا تتعب نفسك
ثم تركا الحارس يشرب الشاي ويدخن ودخلا الفيلا وقالت ميرفت:
-متى نسكن الفيلا ونرتاح؟!
-اطمئني العمل يسير وفق الخطة الموضوعة ولا نريد الاستعجال حتى تكون الأمور كما تجب.
خرجا من داخل الفيلا، وطافوا حولها قالت ميرفت:
-أرأيت إلى المساحات المتروكة حول الفيلا، سأجعل منها جنة، أشجار من كل الأنواع، زهور جميلة في كل مكان وخصوصاً المدخل
-الله كريم
قال لها:
-إن السيد جابر رجل طيب، وقد أثلج صدري بتعاونه معنا
قالت تؤكد قوله:
-الحمد لله الذي ساق لنا ابن حلال، صادق في العمل، مخلص وجاد
-أتعرفين أنه رهن مزرعته للبنك مقابل مائة ألف، اشترى بها أسهماً في البورصة؟
-يا إلهي هذه مغامرة
-لا مغامرة ولا شيء، إنه ذكي ويستاهل كل خير
-ولكن ما فعله مغامرة كبيرة
-ولكنها مغامرة إن ابتسم له الحظ سيكون مليونيراً
فقالت:
-ولكن إذا خسر لا قدر الله تكون كارثة وسقوطاً مريعاً
-يا إلهي إنه مجنون
-نهمان لا يرتويان طالب العمل وطالب المال
ثم قالت له:
-وهل ستشتري أسهماً بالبورصة
-أفكر.... أولاً نريد أن ندفع باقي تكاليف الفيلا وبعدها نرى ما يبقى معنا وعلى ضوء ذلك أقرر كم اشتري من أسهم
-ولا تنسى تأثيث الفيلا، فإن فيلا جديدة تحتاج إلى أثاث جديد، فاخر يليق بفيلا ثمينة وجميلة.
-لهذا لن أتصرف بما معي من نقود حتى نؤثث البيت تأثيثاً فاخراً
-يا إلهي كم أنا متلهفة للسكن في الفيلا
قال مطمئنها:
-لم يبق من الكثير إلا القليل
-الشكر لله
يتبع ........
تعليقات
إرسال تعليق