الريح العقيم (الجزء التاسع والعشرون)
الريح العقيم
رواية
محمد حمودة زلوم
الجزء التاسع والعشرون
لا يزال جابر في بيته واجماً، شارداً، يرنو بعينين حزينتين، ووجهه شاحب.
لقد عاد مثل فأرة الحقل، ولا يدري أحد كيف يدبر شؤونه.
كانت نادية في البيت تجلس مع طفلها حسان ابن الرابعة، وتقص عليه حكاية العصفور والكلب.
قالت نادية:
-كان ياما كان في قديم الزمان عصفور طيب، حفر حفرة تحت رجلاه، نظر إلى السماء تكحلت عيناه، راح إلى اللحام أعطاه قطعة لحم، وراح للفران شواها له، وأعطاه رغيفاً
قال حسان متسائلاً:
-العصفور لا يأكل اللحم؟!
قالت نادية معجبة بذكاء طفلها:
-صحيح، لكن الحكاية هكذا تقول
-طيب أكملي الحكاية
رآه كلب فأراد أن يعمل مثله، حفر حفرة، تكسرت رجلاه نظر إلى السماء، عميت عيناه، راح إلى اللحام قطع أذنيه راح للفران قذفه في النار.
قال حسان:
-هذا نصيبه
في تلك الأثناء أخرج نقالها موسيقى
صاح حسان:
-بابا بابا
قالت نادية:
-سأرى من يطلبنا في هذا الصباح
كانت ميرفت، فقالت نادية:
-صباح الخير
-صبآح النور
-خير إن شاء الله
-الجمعة القادمة حفل زفاف شقيق زوجي، وأنتِ والدكتور مدعوان لحضور الحفل الساعة التاسعة مساء وحتى الحادية عشرة ليلاً، وعلى فكرة سيصلكم كارت الدعوة غداً
قالت نادية:
-أخشى أن لا نستطيع المجيء لأن زوجي يكون مرهقاً
-يجب أن تأتوا
-على كل حال سأحاول إقناع زوجي. على فكرة ما رأيك يوم الجمعة صباحاً نتقابل في صالون الأناقة، الصالون الذي التقينا فيه آخر مرة. صالون السيدة صباح
-سأخبرك فيما بعد
-يجب أن تأتي فقد حجزت لي ولك عند صاحبة الصالون السيدة صباح
-أمري لله، سأكون في الصالون
ثم توقفت وقالت مستفهمة في أي ساعة
-في العاشرة صباحًا
تعليقات
إرسال تعليق