رواية الريح العقيم للكاتب محمد حموده زلوم

 جمعة مباركة  في الجمعة المباركة، استفاقت الأرواح على وقع نور الصباح المشرق .  السماء ملبدة بغيوم السكينة والرضا، وفي كل زاوية من أرجاء الدنيا تتلألأ شمس الخير والبركة . نامت الأحلام في قلوب الناس واستقرت في أرجاء قلوبهم، وعندما فاقت  أعينهم من سباتها، ضوء الأمل اشتعل في جوانب حياتهم.  الحمد والشكر يعلو اللسان، والإرادة تتجدد لبدء يوم جديد مليء بالفرص والتحديات . صباح الجمعة المبارك يستحضر في قلوبنا فرحة الاقتراب من الله، حيث يتهيأ لنا الوقت لعبادته والاستماع إلى كلمة الموعظة.  تتناثر الحكم والنصائح من المنابر، مشعة بالبياض والنقاء  رياح الجمعة تعبق بعبق السعادة والراحة النفسية، فتسرق أرواحنا إلى عالم آخر ينبض بالإيمان والتقوى .  في تلك الأوقات، نشعر بأننا مشحونون بطاقة إيجابية تداعب كل شبر من أجسادنا، ونرى تلك الحياة المبتسمة توشح كل معالم الحياة. ليس هناك صباح أجمل من صباح الجمعة، ففيه نجد الوقت للاحتفال بحبنا الكبير للخير والعطاء.  نتجاوب مع بادرة الرحمة والتسامح، ونبدأ يومنا برسم البسمة على وجوهنا وعلى وجوه الآخرين .  نصافح أيدي الأش...

 صباح الخير يشرق بألوان جميلة، ويعلو فيه صوت التفاؤل يزهو داخل كل قلب. إنه صباح النجاح والتحقيق لأحلامنا، حيث تتجلى فرحة الآباء بنجاح أبنائهم. قد يبدأ هذا الصباح بنسمات الهواء النقية، تتحرك في خضمها رائحة الأمل والتفاؤل. وحين يستيقظ الآباء ليستقبلوا هذا اليوم المبارك، تنبعث من قلوبهم أحاسيس الفرح والسرور بدعم وتشجيع أبنائهم في الوصول إلى مراميهم. فالآباء هم أول معلمينا وأحب المربين، وعندما يشعروا بأن أبنائهم يحققون النجاح في حياتهم، فإنهم يفتحون قلوبهم وأرواحهم لهذا الفرح العميق. وحين يشاهد الآباء تحقيق أحلام أبنائهم، يعلو في قلوبهم تفكيرهم بأن هذا اليوم هو بداية جديدة، بداية لطريق مبهر يقود إلى النجاح والتميز. في هذا الصباح، يتمنى الآباء الخير والسعادة لأبنائهم، ويبثون دفء المحبة والتشجيع في أرواحهم. إن تجاربهم وحكمتهم تعطي الأمل وتأكيد على أن الحياة تحتضن العديد من الفرص، وأن نفوذ الإرادة والجد والاجتهاد تمكننا من تحقيق الأهداف التي نصبو إليها. وفي هذا الصباح، يجب أن نتذكر بأن طريق النجاح قد يكون صعبا، ولكن مع العزيمة والتصميم والعمل الجاد، يمكننا تجاوز العقبات والوصول إلى قمة ال...

 اسعد الله اوقاتكم جميعا في هذا الحر  الصيفي الحارق قامت الشمس بنشر أشعتها بلا رحمة على الأرض، ممزوجة بنسمات هواء متلاطمة تخترق الجلود وتجعل الشعور بالحرارة اللافتة للنظر.  تسير الشوارع والممرات في أرض قاحلة ولا يبدو أن للحياة مكان في هذا العالم المشتعل . مع كل نفس تستنشقه الرئة، تتعقد القلوب بخانقة والأجساد تفقد يقينها في هذه الحقيقة المثيرة للقلق الحر شديد والأمر لا يتحمل المزيد . وسط هذا الحر الشديد  ينابيع العرق تتدفق من أجسادنا المستنزفة، والجميع يحاول مواجهة الأشعة الحارقة بأقصى إمكاناته، كل واحد بطريقته الخاصة.  هناك من يصر على الإفراط في شرب الماء البارد، رافضاً ترك أي نزعة جفاف تقتحم جسده المتعب .  وهناك من يلتزم المنزل تحت هواء مروحته القديمة او تحت عليل مكيف الهواء طرقاً مثيرة للاهتمام،  وبينما يرتدي البعض لباساً خفيفاً وسائباً  من أجل تهوية أجسادهم، يحتفظ البعض الآخر بجلابيبهم، يحجبون بإصرار عن أشعة الشمس الضارة .  ولكن حتى مع كل تلك الاحتياطات، لا يمكن للبشر أن يقاوموا الشعور بالتعب والضعف الذي يشق طريقه من داخلهم ببطء . في محاول...

 تم إشهار روايتي الثانية والتي بعنوان انفاس الخزامى 

                                  الريح العقيم                            رواية                            محمد حمودة زلوم                                الجزء الثاني والثلاثون والاخير   وضعت الحكومة يدها على أموال أصحاب البورصات، وكانت جادة في إرجاع ما يمكن إرجاعه، عن طريق إرجاع الاموال أو وضع ترتيبات حكيمة اتخذتها الحكومة لرد أموال المشتركين، ولهذا كانت تعيد إلى المشتركين بعضاً من اشتراكاتهم تبعا لحجم المبالغ التي دفعوها. كان جابر كفلاح ينتظر نزول المطر، وفعلاً أعادوا له مبلغ عشرة آلاف دينار، ريثما يتم في وقت لاحق إرجاع بقية ما دفعه على دفعات، فرح جابر ما استعاده من أمواله، ولكن ذلك لم يمنع من بقاء طيور الفاجعة في سماء حياته، فكانت كالريح العقيم، المبالغ الطائلة التي دفعها كب...

                               الريح العقيم                                         رواية                               محمد حمودة زلوم                    الجزء الحادي والثلاثون   قالت السيدة صباح: -شقيقتي دلال على الرغم من أنها ليست موظفة، لكن لديها ثلاثة أطفال، والخادمة تعينها في تربيتهم وتسهم في إنجاز أعمال المنزل، لكنها إضافة لعنايتها بالأطفال، فقد أخبرتني شقيقتي دلال أنها في كثير من الأحيان تشعر بالملل وتشعر بفراغ قاتل، فوجود الخادمة علمها الكسل والاتكال، وعدم الاهتمام بشؤون المنزل، لأن الخادمة هي المسؤولة عن كل شيء. قالت نادية متدخلة: -عمل المرأة في البيت هو الذي يمدها بالسعادة قالت السيدة صباح: -تقول شقيقتي، إن أولادها تعلقوا بالخادمة أكثر من تعلقهم بأمهم، لأنها هي من ت...

                                 الريح العقيم                                         رواية                               محمد حمودة زلوم                                 الجزء الثلاثون    صالون الأناقة واسع، ثماني مقاعد من الجلد الأسود، ومقعدان لجلوس السيدات التي جاء دورها للتزيين ، وعلى مقربة منهما الأدوات والمواد التي تستعملها صاحبة الصالون ومساعدتها. خمس نساء يجلسن على المقاعد الجلدية. السيدة ميرفت التي كانت تنظر لساعة يدها بادياً عليها القلق، لتأخر صديقتها نادية، وامرأتان تتحادثان معاً، وإلى قربهما تجلس فتاة هي أختهما وهي عروس الليلة دخلتها، وسيدة سمراء تجلس بوقار، يبدو أنها موظفة مترفة، وجارتها خادمتها السيريلانكية تحمل طفلاً، قالت ...